كان عليه أن ينهي كأسه الرابعة
ليعطيك تأشيرة الدخول إلى دماغه
تدخل بحذر اليمامة
دهاليز فكره المعتمة
على الباب يطالعك هويه
الاسم: مواطن
الولادة: بين البحرين
أسم الأب حاكم، وأسم الأم قضية
أهذا أنت يا بن القضية؟
.. أشهق آهاً
أهمُّ بالخروج، أحاول عبثاً
يدفعني عشقٌ وتطفل
وتاريخٌ مدمى
وبقايا جاهليه
... أدخلُ دماغه
أفتح باباً عن غرفه
في الغرفةِ حسناء
كأسها فارغة نصفها
وفي الباقي بوح شاكي
وحفنة من رجاء
قلت سلاماً
قالت وأي سلام
قلت حباً.. قالت دفنوه
.. قلت شعباً
قالت يتاجر بالكلمات.. مات.. مات
صداها يثقب سمعي
قلت فلسطين أنت؟
قالت فلس وطين.. طين.. طين
صداها يثقب سمعي، أنعى.. أنعى
نهبوا الفلس وباعوا الطين
فلسطين وسمُّوك قضية
وتنادوا إليكِ.. إليكِ
"طريقٌ واحدٌ، يمرُّ من فوهةِ بندقية"
أخرج أمضغ أحشائي
أسرح.. أمشي بين السراديب
تلفني أهات، ذكَّرتني
بعهد الأقبيةِ والدواليب
يهزُّني صوت
أن إخلع نعليك
خلعت
ضع كرامتك تحت قدميك
.. وضعت
تقدم، أنت في رحاب الذاكرة
قلت لا أراها
قال مسحوها
أه.. أه كرامتي تؤلمني
قال إمضغ مقلتيك
لا تقل عنه ترك الديار وهجر
لا وأرضاً ضمت رفاة أبيه
وحنيناً مُراً يأكل رئتيه
لا والشمس والقمر
ما حاجه للمُر
إلا ذاك الأمَّرْ