هناك بين الحاجبين
وفي منتصف الجبين
حيث تلتقي تجاعيد غضبي وحزني
ثمة مكان فسيح
ينتظر رصاصة الرحمة
في حوصلتي حبَّة
وفي قلبي
قلب جريح
أتعبه نبضه
ملايين من الأجراس والأوسمة المزوّرة
صنعت خصيصاً لكتم الأنفاس والأفواه
وضعاها الجلاد على صدري
كلما هزتها الريح
تكاثرت
،كالنمل، كالنحل
كالأرانب، كالطحالب تتكاثر
بدون أعراس تتكاثر
وأنا
في حوصلتي حبَّة
وفي قلبي
قلب اخر
أتعبه نبضه
مذ عرفت جلادي الأول
وأنا أقدم له الخبز والقرابين
وأشعل أصابعي في دربه شمعاً
وأزرع الورد حقولاً وبساتين
من جلود أطفالي صنعت له سوطاً
وتوجته سلطاناً على السلاطين
قبضت حفنة من تراب بلادي
وسقيتها امالي ودمع أحزاني
وجبلتها بقطر الندى
ثم نفخت فيها من روحي وفؤادي
ما كنت أدري أبدا
أن بيدي هاتين
قد صنعت جلادي
ملايين من الأجراس والتهم المزورة
رسمها جلاد آخر
حفرها جلاد أكبر
في تاريخي وكتبي
وفي أوراق أسفاري
تمزق أشرعتي في كل المواني
وتتركني وحيداً.. طريداً
على مداخل المدن والقارات
ابحث عن وطن
أبحث عن جلاد جديد
لقد أدمنت الجلد
كعجائز البغايا.. أدمنت الجلد
وأصبحت ساديَّا
في أروقة العهر والسياسات
وعلى موائد الأخبار وعصابة الأمم
يغتصب لحمي نيئاً
كل صباح
ومن ملاعب الغولف ومزارع البقر
من وراء البحار والمحيطات
مراسيم تصدر كل يوم
.. ترسم أحلامي
وتحدد ملامح النسل في أرحامي
أيها الوطن المعاق
..يا وطني
كفاك تشبثا في عروقي وشراييني
لا تلم بوحي
فهجرك يكويني
أنا شعب جريح
في حنجرتي كلمه
وتحت جرحي جراح
.. وفي جبيني
ثمة مكان فسيح
ينتظر رصاصة الرحمة