هي حوار بين صديقين في المهجر
..حول العودة للوطن
:حين تبكي الغيوم
قالــت الغيمــة (ديمــه) في الفضـــاءْ
يـا (لبــادُ) حسبنا هــذا الشـقــــاء
والهوا يُلقـي بنا أنَّى يـــشاءْ
قــد مللــت الصبـــرَ صبحــاً و المـساءْ
إنَّ شوقي للـثرى يكوي جـُفــون
وأرى قومــي عطاشى..هل تريـْـــنْ؟
هــات كفيــك وهـيّـــــَا عـانقيــــن ..
وتعالي نعصرُ الخيرَ الدفيــنْ
من حنايانا هوًى للجائعينْ
ضحكـتْ منــها لبـــادُ في دهــــاءْ
ثمَّ قالت وهي تغتـالُ الرجـاءْ
أنتِ ديمـة ؟ لا أظنك ، بـل هبــــاءْ
هل نسيتِ الحــزنَ أيَّــامَ الشـقاءْ
حيــنَ كنــا جــدولاً عنــدَ المســاءْ
في قُرانــا نشتهي قطــرة مــــأءْ
رفقـــكِ بالنفسِ يا ديمــة الهـــواءْ
وحــذارِ إنَّ أفكـــاركِ داءْ !.
وغدا حينَ تحنِّي ... تهطليـنْ
ستزيدي الأرضَ أوحــالا وطيـنْ
هـل نسيتِ كيفَ كانــوا يعبثـــونْ؟
بنــا في دنيــانا أم لا تذكرينْ؟
هل مللتِ العيشَ في الحصنِ الأمينْ؟
صحبةَ الأقمـارِ...انسِ العاشقينْ
إنا نحنُ نحجبُ النـورَ المبين
وإذا شئنا أضأنا العالمينْ
فجأة ديمــة رَنَــت نحــوَ التــلالْ
وعلى هيئةِ لبْـــواتِ الجبــالْ
جاءها مخاض ثَمَّ زمـجرتْ
وتراها انكمشتْ .. واستكـورتْ
ثم مطــت نفسها .. وانتشــرتْ
ثمَّ مــدَّتْ ريشها تُلقي الظِــلالْ
وإذا رعـدٌ بها كانَ دفــينْ
فهوتْ في الأرضِ مـاءً معين
ولبــادُ انتــابها صوتٌ حزينْ
ويحـكِ يا ديمـــة مــاذا تفعلــــينْ؟
وبــأيِّ الأرضِ ديمــة تهطلـينْ؟
أعلى الصحراءِ .. هل تنتحريـنْ؟
لــم تجبـها غيــر أصـــداءِ تُعيـــدْ
لملمتْ في نفسها الحزنَ الشديدْ
وانزوتْ في ركنـها غيـــر بعيــدْ
ترقـــبُ المـشهدَ للحُـــبِّ الفــريــدْ
وهْيَ تبكي خلفَ هاتيكَ التِّلالْ